كانت توجد
شابة صغيرة ( عذراء ) تسمى بوطامينا ، و كانت رائعة الجمال ، و كانت
مسيحية ، و كانت تعمل خادمة لرجل غنى ، عاش حياة الشهوة و الترف . و كان
يمتدح جمالها ، راغباً إفساد عفتها .
و لما لم يستطيع إخضاعها لرغباته الفاسدة ، جن جنونه و قام بتسليمها الى
باسيليدس والى الاسكندرية و قال انها مسيحية ، و تسب الحكومة ، و تجدف
الإمبراطور الرومانى . و أعطاه مالاً ، و قال له (( إن أغريتها لتكون طوع
إرادتى (للدنس) ، لا تعاقبها ، و لكن ان رفضت ، عذبها بكل أنواع التعذيبات
التى ترضيك ، و لا تدعها تعيش لكى لا تسخر منى ، و من حياتى المترفة )) .
و لما وقفت أمام القضاة لم تنكر مسيحها ، فقاموا بتعذيبها بأنواع مختلفة من العذابات .
ثم فكر الوالى فى خطة لمزيد من العذابات للقديسة ، فأمر باحضار قدر كبير
الحجم مملوءاً بالقار (الزفت) و أن يوقدوا ناراً حامية أسفله ، و عندما
ذاب القار و غلى ، دعا القاضى القديسة بوطامينا و قال لها : (( إذهبى و
اخضعى لرغبة سيدك (الشرير) و إن لم تطيعى سيتم إلقائك فى هذا القدر )) .
فلما سمعت ذلك ، تشجعت و قالت : (( أيها القاضى ، إنك تحكم بالظلم و الاثم
لأنك تعرضنى للدعارة ، و أنا خادمة المسيح ، و أنه ينبغى أن أقف أمام عرشه
بلا لوم )) .
فلما سمع القاضى كلامها ثار على الفور ، و أمر بالقائها فى قدرالقار
المغلى . فقالت له البتول (( استحلفك برأس الإمبراطور ، أن تأمرهم بأن
ينزلونى فى القدر قليلاً قليلاً و ليس دفعة واحدة دون أن يخلعوا ملابسى ،
حتى تعلم مدى احتمالى من أجل المسيح و من أجل نقاوة جسدى)) .
و عندما أنزلوها فى الوعاء قليلاً ، حتى وصل القار الى عنقها صار بارداً ،
و اسلمت روحها الطاهرة فى يدى الله و نالت إكليل الشهاده بركه صلاتها معنا