كثيراً ما يربط العهد الجديد بين الصلاة والصوم. ومن الناحية الإلهية يبدو أن الرب يُسرّ خصيصاً بالصلاة التي نفضلها على الطعام الضروري. وإذا أردنا أن ننال الإجابة عن صلواتنا، فعلينا أن نتحاسب مع الله يوماً بعد يوم، أي يجب أن نعترف بخطايانا ونتركها حالما نشعر أنها دخلت إلى حياتنا. "إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز 66: 18 ) . ويجب أن نثبت في المسيح "إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (مز 66: 18 ) .
فالشخص الذي يثبت في المسيح، يمكث بالقرب منه ويمتلئ من معرفة إرادته، يستطيع أن يصلى بذهنه واثقاً من الجواب. والمكوث بقرب الرب يدعونا إلى طاعة وصاياه إطاعة كاملة، بل يأمرنا بها: "ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه" (1يو 3: 22 ) . وإن أردنا أن تُسمع صلواتنا وتُستجاب، فعلينا أن نضع أنفسنا بين يديه لتكون مرضية أمامه.
لا يجوز أن نكتفي بالصلاة في أوقات معينة محدودة أثناء اليوم، بل علينا أن ننمى في أنفسنا روح الصلاة، فننظر إلى الرب بلا انقطاع ونحن نمشى في الشارع أو أثناء قيادة السيارة أو نحن نشتغل في المكتب أو نخدم في البيت. ويقدم لنا نحميا مثالاً عن هذه الصلاة الدائمة التلقائية (نح 2: 4 ) . فما أحسن أن نسكن في ستر العلي بدلاً من أن تكون لنا زيارات متقطعة إليه!
ويجب أن نصلى لأجل أمور معينة محددة، وإلا فكيف ننتظر الإجابة إن لم يكن الطلب محدداً ومعيناً.
إن في الصلاة امتيازاً عجيباً إذ بها نستطيع،أن نحرك الإنسان بواسطة الله.