Admin Admin
عدد المساهمات : 179 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/07/2009 العمر : 43 الموقع : https://www.facebook.com/home.php?#/group.php?gid=55659539003
| موضوع: مريض بركة بيت حسدا الأحد أغسطس 02, 2009 7:13 pm | |
| يحدّثنا الإصحاح الخامس من الإنجيل حسب القديس يوحنا عن بركة بيت حسدا التي كانت عند باب الضان (الغنم)، حيث كانت تُذبح ذبائح التقدمة لله، وحيث تُغسل تلك الذبائح وتُنظّف...فتختلط دماؤها بماء البركة.... في هذا المكان كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء. لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء. فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من اي مرض اعتراه.... فحيث أن الذبائح كانت ترمز إلى ذبيحة السيد المسيح....وماء البركة يرمز إلى مياه المعمودية المقدسة بدم السيد المسيح..... فالذي كان يحدث في البركة هو رمز للطهارة والشفاء من داء الخطيئة المتمثّلة بمريض بيت حسدا الذي كان مريضاً منذ أكثر من 38 سنة...... وماذا كان يحدث لذلك المريض؟.........لم يكن له من يساعده بالوصول إلى البركة متى تحرك الماء. "بل بينما انا آت ينزل قدامي آخر"، كما قال. الإنسان الخاطئ كان عاجزاً تماماً عن خلاص نفسه....عن الشفاء من داء الخطيئة.....لم يكن له من يعينه على الخلاص....من يوصله للخلاص، للشفاء.....مع أن مياه البركة كانت قريبة جداً منه، ولكنه كان عاجزاً عن الوصول..... ولكنه لم ييأس....وظل يعيش بقرب البركة لعله يحظى بالعون يوماً ما....إذ لم يكن له أمل آخر سوى البركة........وبالرغم من أن رحمة الرب كانت حينها تأتي بالقطّارة....."لأن ملاكا كان ينزل احيانا في البركة ويحرك الماء"........وربما كانت تمتد تلك ال"أحياناً" إلى أشهر أو أكثر...... "لم يكن له أحد يساعده".....يذكرني هذا بقصة الذي وقع بأيدي اللصوص، فجرّحوه وضربوه، وتركوه بين حي وميت....ومر به الكاهن واللاوي، واجتازا عنه وتركوه...لم يساعدوه...... لم يكن لذاك المسكين من يعينه...إلى أن حضر السامري الصالح...... هذه كانت حال البشرية.......لم يكن لها من معين.......فالجميع بحاجة للعون، فمن يعين؟!..... وظلّ الإنسان على هذه الحال إلى أن أتى "السامري الصالح" الذي لم يكن من جنس اليهود، بل حتى عدوّاً لهم (في نظرهم)...وهو الوحيد الذي تحنّن عليه وأعانه..... ونرى "السامري الصالح" أيضاً في قصتنا هذه....فها نراه يأتي بنفسه إلى ذاك المريض عارضاً عليه العون...قال له: "اتريد ان تبرأ؟"........ كان بإمكانه شفاءه دون سؤاله... فهو يريد أن يسمع ذلك من المريض....أن يطلب العون منه....مع أنه لم يكن يعرف ما هي الطريقة التي بها سيساعده....فقد ظن أن هذا "المعين" سيلقيه بالبركة متى تحرّك الماء، وليس إلاّ..... وكانت المفاجأة بأنه أمره فقط بأن "يقوم" وأن يحمل سريره ويذهب إلى بيته معافى..... وهذا ما حصل.... أقامه أولاً من موت الخطيئة.....فالحياة مع الرب هي "قيامة دائمة".....فرح بأمجاد القيامة....وهكذا نال الشفاء: شفاء الروح...وشفاء الجسد..... هذا السامري الصالح الذي طبيعته ليست كطبيعتنا البشرية.....أتى من عالم غير عالمنا ليأخذنا معه إلى عالمه...لبس طبيعتنا لكي بنفس الطبيعة الساقطة يغلب وينتصر، ويسحق رأس الحية، ويمنحنا الشفاء... هو الوحيد القادر على شفائنا.....إن لم يأت هو إلينا، لم ولن نستطيع نحن المجيء إليه ليشفينا....إن لم يتحنن على مصيبتنا، لما نلنا الشفاء.....هو الذي تحنن، وليس عن استحقاق مننا..... كانت رحمة الرب تأتي "بالقطارة"..........وأما بالرب يسوع فهي بفيض.........ليس هناك من داعٍ أن ننتظر دورنا للشفاء.......فقطرة دم واحدة من جروحات محبته كافية لشفاء الكون كله..........تلك الدماء التي طهّرت وتتطهّر مياه المعمودية، فجعلتها قادرة على غسل الروح والجسد من أقذار خطايانا........ لنرى الآن ماذا حصل للذي شُفي.....عندما سألوه عن من شفاه، قال: لا أعرف من هو!....... فالرب جاء لخلاص العالم كله....كل إنسان نال "عربون" الخلاص مجاناً (كما تتطلّب عدالة الرب)....حتى وإن لم يعرف من شفاه........كلنا شفينا بدمه الأقدس......وليس كلنا يعرفه.... ولكن متى لقينا الرب يسوع على مفترق من طرق حياتنا، وعرفنا منه بأنه هو من شفانا.....حينها نعرف حقيقة حالنا: كيف كانت، وكيف أصبحت...... فنتمسّك بالذي أحبّنا لهذه الدرجة حتى أنه بذل نفسه عنا....أخذ عقابنا....حمل أوجاعنا....فتصبح حياتنا حياة شكر دائم....حياة جديدة....حياة أمل ورجاء ومحبة......حياةً لا ترجو من هذا العالم شيئاً، بل تنظر إلى ذاك المكان الذي أوصلتنا إلينا محبة من أحبّنا......... وتنتهي القصة بوصية الرب يسوع لذلك الذي شُفي، قائلاً: "ها انت قد برئت. فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشرّ".... وما هو ذاك ال"الأشر" يا إلهي؟!..... فهل هناك من شرّ أكثر من حمل المرض الثقيل؟ من أتعاب وأحزان هذه الحياة؟..... نعم. هناك اللعنة....والرفض الأبدي....والعذاب اللانهاية له..... هناك عقاب شديد لمن يدير لمحبة ولرحمة الرب القفا.....لمن يتنكّر لذلك الدم الثمين الذي شفاه....لمن يجازي عن خير بشرّ.... أيها الرب الإله....برحمتك ذكّرني كل أيام حياتي بما فعلته من أجلي...دعني يا رب أن أبقى عند قدميك المقدستين أتلذذ بالقرب منك....أستمع لكلامك العذب....فإلى أين أذهب وكلام الحياة الأبدية لديك؟!....هل من معزّ آخر سواك؟....أنت يا من حوّلت ماء هذه الحياة في أجراني إلي خمر الفرح....الماء الذي كل من شرب منه يعطش أيضاً.....معك الهموم والأحزان أفراح مستمرة.....وفي حضنك الدافئ يحلو الرقاد........آه، ما أجملك يا رب | |
|